دائما كان الشباب والشعب المصري متهما ، وخاصة في العصر الحديث الحالي الذي نعيشه ، بانحطاط أخلاقه وسوء تصرفه ، وصف بأنه شباب لا انتماء له ، ووصف أيضا بأنه شباب تافه سطحي التفكير ، وصف بأنه شباب لا يقدر المسئولية ولا يستطيع حملها.
وصف أيضا هذا الشباب بأنه شباب الإدمان وان الذي يجيده هؤلاء الشباب هو فقط الأنواع المختلفة من المخدرات والكيف وكثيرا من هذه الأمور التافهة ، والتي لا ننكرها ، بالفعل لا ننكر أن مثل هذه الحالات بالفعل موجودة ، ولكن السؤال المهم يدور حول السبب في مثل هذه التصرفات ، والتي لا تعبر بالمرة عن طبيعة الشعب المصري الأصيل المحب العاشق لوطنه ، وإنما هي الظروف التي دفعته إلى هذه التصرفات الخارجة عن الاراده.
دعنا الآن من هذا والمهم بل الأهم على الإطلاق ،انه لو وجهنا نظرنا إلى هؤلاء الشباب في ميادين مصر كلها في القاهرة ، و الأسكندريه ، والسويس ، وطنطا ، والاسماعيليه ، والمحلة ، وغيرها من المدن المصريه الشاهدة على الثورة ، عندما وجد الرسالة السامية التي يسعى ورائها ويطالب بتحقيقها ، عندما شغل كل وقته بفعل شيء بالفعل غالي ونفيس لوطنه ، عندما وجهت الطاقات المكبوتة وانطلق ليعبر عنها في شوارع هذا الوطن العزيز:
نجد أن هذا الظرف الدقيق اظهر حقيقة هذا الشباب ، كشف عن المعدن النفيس الخبيئ خلف كل السنين الماضية من الظلم والاستبداد والفساد الذي استشرى في ربوع مصر ، نجد الشباب والبنات في الشارع جنبا إلى جنب ولمده طويلة جدا من الساعات بل لمده طويلة من الأيام والثورة تدخل يومها الخامس عشر ، لم نسمع عن حادث تحرش واحد ، لم نسمع عن حوادث الاغتصاب التي تمتلئ بها أسماعنا يوميا قبل الثورة ، لم نسمع أن سكان الأحياء العشوائية هجموا على سكان الأحياء الراقية وسرقوا أموالهم في ظل الغياب الأمني الصارخ في الشارع المصري.
لم نسمع أيضا عن كل هذه الحوادث من الاعتداءات على إخواننا المسيحيين في كنائسهم ، وعرف حديثا من كان يقوم بها لإشغال الرأي العام عن ما هو اكبر ، لم يحدث اعتداء أيضا من أي مسيحي على أخوه المسلم ، لم يطل علينا المسيحيين ليطلبوا الحماية من الخارج ، لأنهم لم يشعروا بالخوف وسط إخوانهم ، بل على العكس وقفوا جنبا إلى جنب سويا المسيحي يعطي المسلم ملابسه ليسجد عليها ، والمسيحي يحمي المسلم وهو بين يدي الله ، رأينا المسلم يحمي أخوه المسيحي وهو بين يدي الله في صلاته ، ورأينا كل من صلاه الغائب وقداس الأحد في التحرير على أرواح الشهداء المصريين.
هذا هو المعدن المصري الأصيل الذي خرج ودافع عن وطنه عندما تخاذل آخرون عن هذا الواجب الوطني ، هذا هو الشباب المصري الذي ظلمتموه كثيرا ، هذه هي عظمه الشخصية المصرية ، بارك الله فيكم يا مستقبل هذه الأمة واعز الله بكم وطننا العزيز مصر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق